8 Jan 2008

2008 عام الحصاد


يعتبر عام 2007 عاما محوريا، شهد نهايات وبدايات على مختلف المستويات من شخصيات الى مؤسسات، وبذر الحبوب التى سوف يحصد نتاجها العام الجديد سواء كانت جيدة أم عفنة.
فعلى المستوى الاقتصادى سيشهد العام الجديد نتاج التدهور السريع للدولار وارتفاع أسعار البترول، والذى لن يكون نتاج جيد سواء بالنسبة للولايات المتحدة التى سوف يعانى اقتصادها من تدهور قيمة الدولار أو فى أوروبا حيث سيعانى الاقتصاد من ارتفاع قيمة اليورو بالنسبة للدولار مما يجعل منتجاتها أغلى كثيرا فى السوق العالمى. فهل سيتمكن خبراء الاقتصاد استخدام التقنيات الحديثة والقدرات التكنولوجية العالية التى وصل إليها العالم لمنع الانهيار الكامل؟ أم أن الانهيار الاقتصادي سيتحول الى انهيار سياسى؟
على المستوى السياسى، سيحصد الحزب الجمهورى الامريكى نتاج أعمال رئيسه جورج بوش فى الخارج وفى الداخل، ومن المتوقع أن تنتهى فترة حكم المحافظين الجدد لصالح الحزب الديمقراطى. وفى نفس الوقت سوف يحصد الحزب الديمقراطى البذور التى وضعها الرئيس السابق بيل كلينتون، والذى يعتبر أفضل رئيس شهدته أمريكا. هذه الفترة التى أعطت أمريكا اقتصادا قويا سيجنيها الحزب الديمقراطى سواء من خلال اختيار زوجته هيلارى مرشحة الحزب فى الانتخابات الرئاسية، أو ناخب أخر.
كما سيجنى العالم نتاج الحرب ضد الإرهاب التى شنها بوش، والورطة التى وضع نفسه فيها فى العراق وأفغانستان، وسيستمر مسلسل الإرهاب والدماء ويشتد فى باكستان ولبنان وفلسطين، فهل ستكون إيران أيضا من الدول التى سيشهد عام 2008 بداية الحرب ضدها بعد أن ظلت واشنطن تصعد النبرة ضدها فى العام الماضى؟
على مستوى الدول، سيشهد عام 2008 صعود دولتين كبريتين فى ثوب جديد. الدولة الاولى هى الصين التى ستكون فى عين العالم مع استضافتها الألعاب الاولمبية، ومعها ستشهد ازدهارا اقتصاديا لم تشهده من قبل ولن تشهده أى من دول الغرب فى نفس الوقت، وبعد أن كانت الصين واحدة من أفقر دول العالم، أصبحت ثالث قوة اقتصادية. ومع الاقتصاد يتوقع الخبراء أن تنطلق الصين كقوة سياسية وعسكرية عظمى على الساحة الدولية، لتحصد بذلك سنوات من العمل الدءوب ومن الصبر، والذى بدأ يظهر بشائره فى العام الماضى عندما باتت المنتجات الصينية من أكثر المنتجات مبيعة فى العالم الغربى، وبدأ رجال الأعمال الصينيون يغزون الغرب.
أما الدولة الثانية فهى فرنسا، التى قطع رئيسها الجديد نيكولا ساركوزى كل الخيوط مع الماضى منذ انتخابه فى مايو الماضى، وقرر أن ينطلق بالبلاد فى صحوة مختلفة، ولكن التساؤل هو هل ساركوزى الذى بذر حبوب التغيير فى العام الماضى سيحصد نتائج ايجابية؟ هل لديه أفكارا حقيقية؟ أم إنها مجرد أفكارا قديمة قام بتغليفها بثوب جديد وأسلوب حديث؟ أن كان ساركوزى يحمل أفكارا حقيقية فسوف ينهض بلا شك بالبلاد، أم أن كان كل ما يملك خواء، فان الانهيار سيكون بحجم الفرقعات الإعلامية التى يعشقها.
أن عصر القوة العالمية الأحادية انتهى بكل تأكيد، فمع الصين وفرنسا اللتان سيكون لهما دورا أكيدا فى العام الجديد، فان روسيا لن تتخلف عن الركب رغم انتهاء فترة رئاسة بوتين، بل سوف تحصد كل جهود بوتين فى السنوات الماضية، والتى أدت الى أن تشتد قوتها فى محاولة لاستعادة مكانتها السابقة.
أننا لا نحصد إلا ما بذرناه من حبوب، وما زرعناه.