24 Feb 2013

حوار مع صديقتى الاخوانية

ينتهى دائما حوارى مع صديقتى الاخوانية بالغضب ورفض الاستمرار فيه. فتقول صديقتى: "ان الفجوة بيننا كبيرة ولن استطيع ان أقنعك بوجهة نظرى، ولن اقتنع بوجهة نظرك". وهكذا، يصبح من الصعب الوصول الى نقطة تلاقى بين الاسلامية والليبرالية. يبدأ الحوار دائما مع صديقتى الاخوانية بالشك فى كل ما يقوله الجانب الاخر: "هل ترين كيف يلوون ويقلبون الحقائق؟" "ولكن الوقائع تؤكد ما يقال. الاخوان يقولون الشئ ويفعلون شيئا اخرا، يتعهدون ثم يخلفون العهد؛ يقولون ثم ينكرون". "انا ضد الكذب بالتأكيد؛ ولكن يجب ان نرى ما يفعلونه ايجابيا". "مثل ماذا؟" "انكم ترفضون من البداية الاخوان لذلك هذا النقاش لا يفيد". "ما هى الايجابيات؟ نريد ان نعرف" "ما يحدث فى القرى. هناك انابيب الجاز بوفرة وهناك القمح بوفرة الان". "هل النهضة فى رأيكم تختزل فى انابيب الجاز والقمح؟" "أرأيت؟ انكم لا ترون اى شئ ايجابيا". "إننا نسأل عن قرارات رئاسية تهدف الى تحقيق النهضة" "انا واثقة انهم سوف ينجحون" "ولكنهم لم يتخذوا اى قرار حتى الان يثبت انهم يسيرون على الطريق السليم". "إننا لن نصل الى شئ ولا اريد ان اكمل النقاش معك". وينتهى النقاش دائما الى لا شئ. مثل كل الحوارات التى يشارك فيها اعضاء الحزب الحاكم او اى من الاحزاب التى تقول عن نفسها انها اسلامية، او ذات مرجعية اسلامية. مما يثير تساؤلات حول ان كانوا يدركون ويفهمون فعلا ما يدور، أم انهم فى غياب ذهنى تام؟ ولكن على الجانب الأخر، ندرك ان تلك الأحزاب لا تريد الا شعب غائب الذهن مثل اعضاءهم، ولهذا السبب يستهدفون المثقفين والمعارضين بالاغتيالات، حتى يصمت تماما صوت العقل، فلا يجادل أحد قرارات لا تخدم مصلحة الوطن، ولا يبحث أحد عن الحقيقة. ولكن هل من الممكن ان يغلق شخص او حزب او جماعة أفواه شعب كامل مثل الشعب المصرى؟ وهل يمكنهم ان يثيروا الخوف لدى هذا الشعب العظيم حتى يصمت ويخضع؟ لا أعتقد.

No comments: