24 Nov 2019

عرض كتاب: ولد جريمة Born a crime

من أجمل الكتب التى كتبت عن فترة النظام العنصرى فى جنوب أفريقيا, كتاب "ولد جريمة" للكاتب والإعلامى، تريفور نوا من جنوب أفريقيا؛ فكتب نوا، عن مأساة شعب كامل عاش جيل بعد جيل فى ظل قوانين قاسية وظالمة وغير آدمية، ولكنه فى الكتاب غلف المأساة بالكثير من خفة الدم والفطنة بدون تخفيفها أو الإستهانة بها. فهو الضحك الذى يخفى البكاء. 
كتب تريفور نوا قصته. قصة مولده إبنا لإمرأة سوداء ورجل أبيض من أصل سويسرى، ليصبح تريفور، حسب قوانين الفصل العنصرى فى ذلك الوقت، جريمة؛ حيث أن القوانين تجرم أى علاقة بين السود والبيض، ليصبح مولد أطفال مخلطين، جريمة. 
ومع بداية كل فصل يحكى تريفور جانبا من الظلم الذى تفرضه قوانين الفصل العنصرى على الشعب الأسود، ويكشف عن قسوتها، بل وتخطيطها الجرائمى للإبقاء على الشعب الأصلى منقسما، وبث داخله الفتنة والعداء والكراهية، لتبقى الحروب الأهلية مشتعلة بينهم. 
يوضح نوا قائلا: "اللغة تأتى معها الهوية والثقافة، أو على الأقل ما ندركه منهما. وعندما نتشارك فى لغة واحدة، فإننا نعلن "إننا متشابهون"، كما يعلن حاجز اللغة "إننا مختلفون".. ولقد فهم بناة الابرتايد ذلك. لذا كان جزء من محاولاتهم تقسيم الشعب الأسود، أن ننقسم، ليس فقط جسديا، ولكن أيضا من خلال اللغة. 
.. ولهذا السبب سقطنا فى الفخ المنصوب لنا من قبل الحكومة، وبتنا نحارب بعضنا البعض على أساس إننا نختلف بعضنا عن بعض. " 
فقط حرص نظام الأبرتايد أن يشجع كل قبيلة على تعلم لغتها ولا لغة غيرها، حتى لا يستطيع أبناء القبائل من التواصل بين بعضهم البعض، وبالتالى وضع بذور حروب أهلية بين القبائل الأفريقية السوداء، تظل تستعر بلا نهاية، الى أن يقضوا على بعضهم البعض. 
قال نيلسون مانديلا: "إن تحدثت مع شخص بلغة يفهمها، فإنك وصلت لعقله. وان تحدثت مع شخص بلغته الأصلية، فقد وصلت لقلبه. لأنك عندما تتحدث معه بلغته فإنك كمن يقول له: "إننى أدرك تماما أن لك هوية وثقافة مختلفة عنى، إننى أراك كإنسان."