هل هناك زمن جميل وآخر قبيح؟ وهل الزمن الجميل هو بالضرورة ذلك الزمن الذى ولى وفات؟ وما نحن نعيشه هو الزمن القبيح؟ التاريخ يؤكد ان الجمال والقبح موجود فى كل زمان ومكان، ولكن المهم هو العين التى ترى، والعقل الذى يفكر، والقلب الذى يعشق. لان القبح والجمال يكمنان فى داخل الانسان، ان كان داخل الانسان جمال فهو يرى الجمال فى كل ما حوله، والعكس صحيح. لذلك فإن من يعيش فى الماضى فقط، ولا يرى جمالا الا فى الماضى، فهو لن يجد السعادة أبدا.
إن كل الروايات التى كتبت فى العصور التى يصورها البعض بأنها "الزمن الجميل"، تصف حياة الفقراء البائسة مثل روايات نجيب محفوظ، وآخرى مثل رواية "قنطرة الذى كفر" الرواية الوحيدة للدكتور مصطفى مشرفة التى تحكى عن المصريين الذين يعيشون فى قاع المجتمع فى أثناء ثورة 1919.هؤلاء بالتأكيد لم تكن حياتهم جميلة، ولا يصح أن نصف زمنهم بالزمن الجميل.
سيقول البعض: وهل اليوم يعيش المصريون فى قاع المجتمع زمنا أفضل؟ بالتأكيد لا. ولكن ذلك لا يجعل الزمن الماضى جميلا، والحالى قبيحا، فلكل زمن جماله وقبحه، وعلينا ان نعيش الواقع ونبحث فيه عن الجمال، أو نحول قبحه الى جمال، وذلك هو التحدى الذى يجب ان يواجه الشعوب كل يوم.
