24 Nov 2011

حكومة حرب

عندما تتطور الأمور الى نقطة اللاعودة، يجب التعامل مع الوضع بشكل حازم وحاسم وغير تقليدى. لقد وصلت مصر اليوم الى تلك النقطة، ووصلنا الى مفترق الطريق، عندما نصبح أمام اختيارين: ان نكون او لا نكون.

وان كانت تلك اللحظة هى أقسى اللحظات التى نعيشها، لأنها مشبعة بالترقب والتخوين وعدم الثقة، فيجب ألا تطول لأن كل دقيقة تمر تزيد من مشاعر انعدام الثقة بين الجانبين وتزيد التوتر الذى قد ينفجر بأبشع شكل. وفى تلك اللحظة "لن نكون"، وسندخل نفقا طويلا مظلما بلا ضوء فى نهايته.

ولكن ان كنا نريد ان نكون، فعلينا ان نبدأ بسرعة باتخاذ الاجراءات الصحيحة بلا تأخر؛ واولها تشكيل حكومة انقاذ وطنى يرأسها شخصية مثل الدكتور محمد البرادعى بشكل خاص. لأن الدكتور البرادعى هو الوحيد بين الشخصيات المطروحة الذى يملك الحلول ولقد طرح بالفعل وثيقة خارطة طريق لكيفية الخروج من الفترة الانتقالية؛ فلن يضيع وقتا اخرا فى وضع الخطط والتفكير فى اسلوب العمل. كما اتصور انه بالتأكيد لديه تصور لمن يمكن ان يتعاون معه فى الوزارات المختلفة التى ليس بالضرورة ان تكون حكومة كاملة. بل ستكون بمثابة حكومة حرب تضم أهم الوزارات التى ستعمل على وضع الاسس للدولة المصرية الحديثة المدنية، وتحقيق التوافق بين القوى السياسية المختلفة. وتمهد الطريق لاجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية ووضع الدستور.

كما ان الدكتور البرادعى لديه تاريخ من الحسم والحزم فى الادارة، منذ ان كان مديرا لوكالة الطاقة الذرية، وكان يدير مؤسسة تضم الاف الموظفين من مختلف الجنسيات والعقليات والتوجهات. وفى نفس الوقت استطاع ان يواجه كل الضغوط التى كانت تمارس ضده من قبل اكبر قوة دولية فى العالم، والتزم بمبادئه، لأنه لم يكن متمسكا بمنصب او دور او مال.

لقد اثبت فى الفترة الاخيرة ان الدكتور البرادعى هو الوحيد الذى يعمل بجدية، بين الشخصيات العديدة التى طرحت نفسها لرئاسة الجمهورية وغيرها، والتى كانت تتحدث كثيرا وتتحدث بلباقة وسلاسة، ولكنها لم تكن تقول كثيرا، او لم تكن تقول شيئا؛ بينما كان الدكتور البرادعى يفكر فى كيفية الخروج من الازمة ويضع الخطط، فطرح وثيقة البرادعى فوق الدستورية التى تضمن للمواطن المصرى الكرامة والحرية والحقوق الانسانية، مهما يكن الدستور ومهما يأتى من نظم؛ كما طرح وثيقة الخروج من الفترة المؤقتة بسلام.

لذلك يجب ان نعمل بسرعة للخروج من الازمة قبل نفاذ الوقت اوالصبر والرصيد الذى لدينا. وحتى لا نفقد نفسنا وندخل عهدا جديدا مظلما لا نعرف متى ولا كيف ولا بأى شكل نخرج منه.

No comments: