21 Apr 2011

نحو الديمقراطية

لقد اجتزنا بنجاح اول اختبار للديمقراطية منذ سنوات طويلة؛ فقد توجهنا باعداد كبيرة الى صناديق الاقتراع للتصويت على الاستفتاء حول التعديلات الدستورية، وبداخلنا شعور عميق بأننا نعمل على تشكيل مستقبلنا بأنفسنا؛ ووقف بعضنا لساعات طويلة من اجل الادلاء بصوته بدون تذمر ولا صدام مع أحد، يداخلنا هذا الاحساس الجميل بالمسئولية، والأهم من هذا وذاك اننا كنا جميعا مدركين تماما ان صناعة الحاضر والمستقبل يتم فى صناديق الاقتراع وليس فى الشارع، فقط عندما تكون الصناديق حرة، لا تقع تحت سيطرة جانب ضد جانب اخر.

ولكن الديمقراطية الحقيقية لا تبدأ وتنتهى فى صناديق الاقتراع، ولكنها تمتد الى ما بعد ذلك، لتشمل قبول الجانب الذى فاز فى الاقتراع الشعبى على الاغلبية المطلقة، على اساس ان الاغلبية المطلقة هى الوحيدة التى تفرض نفسها على كل ما عداها. لأنها فى النهاية هى رأى الشعب.

سيقول البعض ان الغالبية العظمى من الشعب جاهل لا يعرف القراءة او الكتابة. واقول ان الغالبية العظمى يجب ان تفرض رأيها على سائر الشعب ان كنا نريد الاخذ بالديمقراطية. وان كنا نريد من الغالبية العظمى ان تأخذ قرارات قوية وحكيمة تأخذ البلاد الى التقدم والنمو والرقى فعلينا ان نعمل من اجل ان تكون الغالبية العظمى من الشعب قوية وحكيمة وراقية. لأن الحكم يعكس دائما الشعب الذى يحكمه.

No comments: